كل يوم أفقد شيئًا

كل يوم أفقد شيئًا

ورغم أني رحلتُ بلا أغراض ..

صحيحٌ بلا أمراض ... بل مريضُ

بلا أعراض

فكل يوم في رحيلي عن بلادي

أغني في موالٍ طويلٍ عذاب اغترابي

كل يومٍ أفقدُ شيئًا

اليوم فقدت في الطريق معطفي ...

وسقطت يد الدفء من أعلى كتفي

فأنا وحيد ... في الطريق

أنظر في كفي ...

وأمسك بكفي الآخر .... كفي

كأني معي صديق ..

لملمت مشاعري في حقيبة ...

وتنزهت في ذكرياتي كالحديقة

ولكني أعود من أحلامي بنفس الحقيقية

فأنا لازلت كل يوم أفقد شيئًا

أصبح قلبي الآن لا يشعر بالبرود ...

أعتاد الجبال .. اعتاد الصعود ...

لن أقول صامد ... وشيمتي الصمود

تركت ذاكرتي وراء السحاب الرمادي ...

أوهام الماضي تنادي

عد إليّ ... وارمي جفونك في سهادي

وكل يومٍ أفقدُ شيئًا

حتى الإحساس بكل حب

تائه أنا في مرايا الدرب

انظر على نفسي من نافذة شْعِرِ

إنها تشنجات تمائم السحر

إلا الهواء المثلج الآتي من الغرب ..

وماءك ملح معكر أيها النهر

لا استطيع أن أتنفس .... صدري يضيق

أظمأ ... وحلقي لماء الشرق تشوق

عيني لا ترى الشروق

وأقلامي على سطور النثر

تنقش على لوحات القبر

بعنوان عريض .. مكتوب من زمن

على جرحٍ قديمٍ ما سكن

كل يومِ أفقدُ شيئًا

من العذاب خارجًا ...

وفي غربتي داخلاً

وفي الأحضان شوك بلادي

التي فقدتُ فيها فؤادي

وكل يوم أفقد شيئًا


لاجئة