Friday, November 20

تُصبح على خَير




تُصبح عَلى خَير

جاءك الشتاء وأنت نائم ...
كطفل رضيع جائع ولكنه صائم
كل قطرات المطر في نومتك تتغزل
تسرح على نافذتك بهدوء الأفاعي تتحول
كوحش كاسر يبخ سمه فيك ..
برد الرماد المثلج يتخلل .. يتسلل
وأنت تتشبث بالسرير وتتلفلف بغطائك ككفن ضيق عنيف
تستجمع كل قواك ... تجاهد من أجل حلمك الضعيف
تدفع البرودة بيديك وبقدميك ترفض الرعشة ،
ترفض هذا الإحساس الفظيع
تقبض على كفيك بشدة
كأنك تنتقم تفعص كائن غادر أسمه الصقيع
تسمع أنفاسك ترعد في السماء ..
ككرابيج برق تلاحق عينيك في منامك ...
والارتياح العظيم بدفء الغطاء ..
تذهب عينيك في عالم آخر بعد التثاؤب
وإذا به يقتلك كابوس المرايا ... أراني أنا أم أنت أنا ؟!!
أأنت يا صديقي على الرصيف !!
جار الطرقات أنت
منزلك بلا جدران وبدنك خاوي بلا سترة ..
وعظامك لا يكسوها لحم .. عروقك يهرب منها الدم؟!!
أأنت أنت
سريرك شارع وسقفك شجرة ودفئك مبعوث من خوفك الدائم ...
كعيون هرة لا يتطابق جفنيها في ظلمات هذا الطريق.
غطائك هواء .. أمنك كهرباء
مصباحك القمر ذاك النذل صاحب العُشاق وعندك أنت كرجل ليس عنده ضمير .. كطفل عابث أحمق عقله صغير!!
أي صوت آت من بعيد سلاح قاتل بلا رجل يحمله ...
سيف ،
بلا أقدام تُقرّبه ..
فقط أذناك كرادارات تصطاد في غاباتك أي صيد ثمين .. تشبع خوفك بأسباب الخوف حتى لو كان وهم سحيق ...
فلا تآبه يا حبيبي بما فات فإن شغلت نفسك فلن تنام حتى الممات ..
تُصبح على خير .. يا جار الطرقات
وأعطيت ظهري لنفسي في المرآة
.
.
ياسمينا مسلمة
عن أطفال الشوارع وقد أتى الشتاء!!

No comments: