Tuesday, June 3

الرحيل ليس مفاجئًا


الرحيل ليس مفاجئًا


وأنا أسأل ... هل أرحل؟!
والقطار ينتظر وأنا أنتظر ...
في ليالٍ اختفت فيها أنوار البدر
أنظر والساعات تغتال بعضها
والثواني .. كل منها تخون أختها
بخناجر الرحيل تطعنها فى ظهرها
ليحفر طريقه ليصل لِقلبها


وحبي الذي كان وليد أيام قليلة ..
على أرض الواقع يحبو .. ويتعلم حبوها
أُعْلِنْ أنا شيخوخته ..
وستكتب أنت بيديك نهايته
حبي الذي أصبح بقدراتك!!
في خريف عمره
أَ تَذْكُرْ ؟!
بين كفيك ... كانت طفولته
وفي ظلَّك كان فى وهج شبابه؟
أعلم أني فى يومٍ ما .. من حبك ارتويت
لأنك كنت عندي النبع ... ولازلت
منك عرفت معنى العشق ... فَعَشَقْتْ
والآن تسقيني سُمًا .. من نبعك أنتْ ؟؟!!
يا كلي ..
قلبي من قلبك ينتظر الموتْ


لا أطيق لوعة الانتظار ..
يقتلني .. ويهدد بقايا نفسي بالدمار
لن أرضى قبل الوداع أذوق المرار
فقلبي ينتظرك لتجهز عليه
لا تخشى مني .. ولا تعذبني
يداك بريئة ... ودموعي ليست مظلومة
لا تسامحها لو سالت على يديك
لا تأخذك بها رحمة ..
.. فهي لا تستحق منك الشفقة
فامتثل للقسوة ... فهي تتوسل إليك ..
أعطيني يداك أُقَبِلْهَا .. فهي صديقتي
حبيبتي ... كانت فى يوم ما تحنو عليّ
والآن ..
لما لا تحاول أن تفهمني ..
لما لا تحاول أن تغتالني ... لترحمني؟ !!


سأذكر في مدونتي ..
بحور الشعر تخدعني .. حَاَوَلَتْ أنْ تُغْرِق حرفي
وقد بَعَثَرَتْ من قبل تسلسل فكري
وانكسار قلمي
سأدون كلامكم عني
بعدما لمتوا عليَّّ .. استسلامي في حبي
وسألتموني .. من ذا الذي كان له نبع حناني؟
لأقول .. هو الحب يعيش فى وجداني


سأدون حروفنا الأخيرة
قال كلام أبلغ من الشعر
مَنْ ينظر في عينيكِ يعرف معنى الحب
يتذوق دفء المطر مُحَلّى بالعطر
قال : وجهك الشمس .. وفي عينيك ألوان القمر
قُلت : في قلبي شئ ما قد انكسر
قال : في همسك قيود الأسر ..
... وفي صوتك فنون السحر
قلت : نحيبي .. قطَع أوتار العمر
والروح متشبثة تصرخ : على القطار أن ينتظر
فقلت : أنا راحلةٌ ..
أعلنتُ على الدنيا السفر .. ولا أطيق فيها الصبر
فقال : .. من جمالك .. الجمال انتحر
وجودك على الدنيا خطر ..
فسألته .. هل هذا أمر .؟؟!!
وفي رحيلي أعلنتَ .. على دم الحب أن يُهدر
فدرجة حرارة قلبي صفر


حبيبي
اِبْتَعِدْ عني أكثر
هَدْدِّنِي بمزيد من العذاب
وعن حياتي بالانسحاب
وأقول لك ...
لا يا حبيبي .. ولن يفيدك العتاب
فقررت عنك .. الغياب
ولأول مرة أخطأتَ .. وأنا تعودت
مَثَلُ الجسد الميت تعود الموت
لم أنساك ولن تنساني
فَمِثْلُ قلبي ... قلبك منه يعاني
فطوبى لمن كان قلبه مثل قلبك
يجرح ويداوي


وقد ناديت أيها الصامت
النائم في أحضان غربتي ..
أيها الغائب عن عيني
هل تروق لك دمعتي ؟
ويروق لك صوت بكائي ..!!
أو عندما أبكي ..
أكون أجمل في عينيك ؟
فقد كنت أنت فى الحياة نافذتي...
انظر بعينيك .. اسمع بأذنيك
وسكوتي وانتظاري
لتتحدث أنت عن لساني
وأنا أتحدث بشفتيك ..
حبيبي تطلع بعيناي
هل لازالت تبعث فيك الأماني؟؟
بعدما ذُوبتُ ... وفقدت فيك جميع حواسي


سيدون التراب يومًا ..
أني مررت على الدنيا مرور الكرام
وسينساني زماني .. وسيردم على قلبي
وفيه حبي بظلمات الأيام
وقد عشت فيها بسلام
من السلام إلى السلام
فى هدوء ... وفى صمت رغم الآلام
والروح زاهقة كعادتها مستسلمة
كما كانت بدايتها ..
فتُوَّجَت نهايتها باستسلام


وتخيلتُ خروج الروح
كخروج الماء من البئر
وقد كان بئري ماؤه لا ينضب ... وقد نضب
وكأنها خرجت هاربة مبعثرة غير مرتبة
وكان عليها أن تُرَتّبْ ... ولا تهرب
هل تفهم من تخبطي شئ!!
فكان قلمي يرسم سكرات فراقي بدفء
وهي مستعدة
والسكوت بدأ .. وكان مفاجئْ
والرحيل ليس مفاجئْ
وأسألك قبل أي شئْ
وأرجوك
جاوب عن سؤالي برفقْ
هل أرحلْ ؟
هل أرحلْ !!
.
امرأة لاجئة

2 comments:

أبو خالد said...

أهديك بنيتى قصيدة

"كنت ترين فى عينى
حديثا كان مجهولا
و تبتسمين فى طيبة
و كان وداع..
و أقسم لم أكن صادق
و كان خداع
لكنى قرأت رواية
عن شاعر عاشق
أذلته عشيقته
فقال :وداع ..
فى أنفى روائح خصب
عبير عناق
و رغبة كائنين أثنين أن يلدا
و نازعنى أليك حنين
و نادانى إلى عشك إلى عشى
طريق ضم أقدامى ثلاث سنين
حزمت متاعى الخاوى إلى القمة
و فت سنينى العشرين فى دربك
و حن على ملاح و قال أركب
فألقيت المتاع و نمت فى المركب
و سبعة أبحر بينى و بيت الدار
أواجه ليلى القاسى بلا حب
و أحسد من لهم أحباب..
و عدت طرقت نوادى الأصحاب
لم أعثر على صاحب
و عدت تدعنى الأبواب
و البواب و الحاجب
يدحرجنى أمتداد طريق
طريق مقفر خاوى ..
لأخر مقفر خاوى
فى أنفى روائح خصب
عبير عناق
و رغبة كائنين أثنين أن يلدا
و نازعنى أليك حنين
و نادانى إلى عشك
إلى عشى
طريق ضم أقدامى ثلاث سنين

امرأة لاجئة said...

أخي الغالي أبو خالد مرورك يغمرني بكرم قلمك وصفو أخلاقك الطيبة كم يسعدني مرورك وبعثرة حروفك هنا

ياسمينا