Friday, April 18

لماذا البُكاءُ بقلم الشاعرة فاطمة جرارعة


مواساةٌ,,بيني و بينها

لماذا البُكاءُ
ألمْ يخبروكِ بأنّ البكاءَ يُذيبُ الجَمالَ جمالَ العيون
و أنّ العُبوسَ يُميتُ البراءةَ في الياسَمِيْن
فليتَ الدموعَ تُعيدُ الزمانَ
زمان الرحيق
إذاً سوف نبكي طويلاً معا
و نذرفُ أوراقنا أدمُعا
و ننثالُ عشقاً لدُنيا المواجعِ و الإنكسارْ
لماذا البُكاءُ
أفاطمَ قولي؟؟
ألم يخبروكِ بأنّ الحياةَ ثلاثُ ليالٍ
فلا تذرعي العمرَ همّاً و غمّاً
فإنّ المُصابَ يُزيحُ الذنوبَ عن المؤمنينَ
و فوقَ البحارِ يذوبُ الزبَدْ
و تفنى رمالُ الأسى و الكمَدْ
و تبقى الشواطئ من دون ملحٍ
و من دون جرحٍ
و تهوي التعاسة نحو الحضيضِ
كثعلب بحرٍ
كثعبانِ ماءٍ
كحال قبيلٍ
من اللاسعاتْ
يموتُ السرابُ و تحيا الحقيقةُ
من قال يوماً بأنّ الحقيقة أمّ السراب؟؟
لماذا البكاءُ
أتبكين طفلاً صغيراً رحلْ
و أنكرَ رحمَكِ
أنكرَ لحمكِ
داسَ عذابَكِ يوم المخاضِ
و راحَ ليرضعَ من ثديِ أخرى حليبَ الجنونْ
فكفّي بربّكِ
لا تسكبي الدمعَ خلف خطاهُ
و لا تسأليهِ:
لماذا رحلتْ؟؟
و قولي: ليَ الله نعم الوكيل
فإن جاء يوماً يسيرُ اختيالاْ
و يحمل بين يديهِ الرسالةْ
"إليكِ كلامي,,أأُختَ المواجعِ لا تحزني
لعلّي أحبّكِ إن جفّ جلدي
و شابَ شعوري
و كلّت متوني
و ما عدتُ أنفع"
و راحَ يحزّ لهيب الوريدِ
"لعلّي أحبّكِ يوم مماتي
بدون اقترابٍ
و دون اكتراثٍ لما قد يموتُ
و ما قد يعيش"
فقولي لهُ:
في حياتي سِواكْ
و ما عادَ جفني رهينَ هواكْ
فؤادي عزيزٌ
أسانسُ روحي تحبّ النقاءَ
سقطتَ من العينِ سهواً صغيري
و أمسيتَ عندي
كجرثومةٍ لا تُرى تحتَ مجهر
و ليس عجيباً بأنْ يخذلَ الياسمينَ الذُبابُ
و يمضي بعيداً
إلى حيثُ يقبعُ كيس القمامةِ يلثم فاه
سيغرقُ في الوحلِ بوح الضبابِ
و يوماً سيركع
يوماً سيأتي إليكِ ذليلاً
يقولُ ارحميني –بحقّ هواكِ-
سألتكِ بالله لا تحرقيني
و لا تحرميني النعيم المُقيمْ
"فيوم الحسابِ تُردّ الحقوقُ لأصحابِها"
فعودي إليكِ
و لا تمنحيهِ كثيرَ التفاتٍ
أشيحي بوجهكِ عن وجههِ
و لا ترمقيهِ بطرفِ التسامُحِ
إن اللئيمَ يظلّ لئيماً
و لن يستقيم
و نارُ العُقوقِ
حجيمٌ,,جحيــــمْ
يموتُ السرابُ و تحيا الحقيقةُ
من قال يوماً
بأنّ الحقيقةَ أمُّ السرابْ
شكر خاص للشاعرة فاطمة جرارعة
ياسمينا

No comments: